top of page
بحث

نحتاج للحديث عن الرّدّة

ليس هذا بالموضوع السّهل. ونحن لا نتعامل مع هذا الأمر باستخفافٍ أو نقترح أنّه ليس مهمّاً أو عاطفيّاً أو من الصّعب للغاية متابعته. إنّ واحدةً من أكثر التّجارب المؤلمة لشخصٍ لديه قناعاتٍ دينيّةٍ متديّنةٍ هي رؤية شخصٍ ما يترك دينه. ويصبح الأمر أكثر إيلاماً عندما يكون ذلك الشّخص صديقاً أو أحد أفراد العائلة. إنّ هذا صحيحٌ بالنّسبة للسّنة والشّيعة، ولكنّ المسألة أيضاً أنّ كلّ شخصٍ مقتنعٌ بأنّه يعرف الدّين الحقيقيّ الوحيد. ويمكن أن يشعر المرء بالخزي أو الهزيمة والفشل عندما يختار صديقه أو أحد أفراد أسرته ديناً كاذباً بالنّسبة لما نعرف على أنّه صحيح.


ومع ذلك، فإنّ الرّدّ على الرّدّة كثيراً ما يكون مخجلاً وأكثر فشلاً.


لا شرف في إجبار أيّ شخصٍ على تصديق ما تؤمن أنت به من خلال التّنمّر أو العنف أو السّجن الباطل أو استخدام السّلطة في ذلك. إنّ مثل هذه الاستجابات لن تبرّر الحجّة للنّاس. وحتّى لن تجعلهم يحبّون طريقة تفكيرك. بالنّسبة للغالبيّة العظمى، فإنّ مثل ذاك الشيء واضح ولكنّه غالباً غير منطقيّ، أي أنّها المشاعر فقط في الرّدود هي الّتي تسعى إلى معاقبة الرّدّة. مثل هذا السّلوك لن يؤدّي إلّا إلى دفع الأشخاص الّذين تهتمّ بهم بعيداً عنك. هل الرّحمة أم الغضب هي/هو الّتي/الّذي يلهم الإيمان والفضيلة؟


هذا ليس بالأمر السّهل، ولكن يجب أن نقبل أن المواطنين الأحرار يميلون أحياناً إلى الاعتقاد بأنّ الشيء الّذي نؤمن به أو نعرفه بالنّسبة لهم خطأ أو غير صالح. يمكننا أن نسعى لإقناعهم، ويمكن أن نشعر بالحزن والإحباط، ولكن يجب ألّا نسلب حرّيّتهم في التّفكير والقرار والعيش بمعتقداتهم. لا يجب تهميشهم أو اختلاق أيّ أكاذيب أو هراء بأنّهم مرضى عقلياً، أو السّعي لتقييدهم أو إلحاق الأذى بهم. هذا ما يجلب العار. إنّ التّنمّر وقمع الأقلّيات والمرتدّين هو عمل الحكومات الضّعيفة والخائفة والكافرة. هذا ما يجلب العار. إنها ليست علامةٌ من علامات المواطنين الأتقياء بالله، المحترمين والشّرفاء. دعونا نقف معاً ونغيّر الطّريقة الّتي نتعامل بها مع النّاس. في النّهاية هذا هو السّبيل الوحيد لمستقبلٍ أفضل وأكثر فضيلة.


حن // مواطنون. نحن // أصدقاء. نحن // عائلة. نحن // متنوّعون. نحن // متساوون.


نَحْنُ// مُتَّحِدُوُن.

 
 
 

Comments


  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • YouTube

©2021 by We Are United | نحن متحدون.

bottom of page