top of page
بحث

ما هي الحرّيّة الدينية (وما هو العكس)

يوجد أناسٌ لديهم جميع أنواع المعتقدات المختلفة ضمن جميع مجتمعاتنا. ففي المجتمع الّذي نعيش فيه، و بين زملائنا في العمل، وزملائنا الطّلّاب، وأصدقائنا، وأحيانًا في عائلتنا هنالك أشخاصلٌ لديهم دياناتٍ مختلفة. غالباً ما نلجأ إلى أفكارنا ومعتقداتنا وهويّاتنا الدّينيّة كونها جزءٌ من هويّتنا الموروثة، ولكنّنا نستخدم أيضاً عقولنا الّتي وهبنا إيّاها الله من أجل التّوصّل إلى استنتاجاتٍ حول كيفيّة رؤيتنا لوجودنا وهدفه. والمعتقد الدّيني الحقيقيّ يعني أنّنا نشكّل مفهومنا الخاص عن الله والدّين. فأنا شخصياًّ أؤمن أنّ ذلك يتمّ من خلال الوحي الإلهي ودراسة الكتب المقدّسة، ولكن كلّ واحدٍ منّا هو من يتوصّل إلى استنتاجاتنا الخاصّة. هذا جزءٌ أساسيٌّ مما يعنيه أن تكون إنساناً، ولهذا السّبب تُعتَبَر الحرّيّة الدّينيّة حقاً أساسيّاً من حقوق الإنسان في القانون الدّولي.


تُعَدُّ منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا مهد الإنسانيّة ومهد العديد من أديان العالم. إنّها باقةٌ جميلةٌ من الثّقافات والمعتقدات. ومع ذلك، فهي أيضاً مكانٌ يتمّ فيه تقييد حرّيّة اختيار وتغيير وممارسة دينك وعبادتك بسلام.

لا تُشكّلُ الحرّيّة الدّينيّة تهديداً لأحد. إنّها بالتّأكيد ليست تهديداً لله. إنّها حقٌّ أساسيٌّ من حقوق الإنسان في القانون الدّولي لأنّه يدخل في صميم ما يعنيه أن تكون كائناً بشريّاً يمتلك موهبةً ربّانيّةً بالعقل والإبداع والأفكار. ينبغي ألّا يُشتقّ ديننا من إملاءات الحكومات المعيبة والمخطئة تارةً، وغير الكفؤة تارةً أخرى، والفاسدة في أحيانٍ كثيرة. فنحن نفكّر، ونراقب العالم، ونسمع التّعاليم والعظات، ونتعلّم ونصل إلى استنتاجاتنا حول كيفيّة فهمنا للعالم ومكاننا فيه. إذا كانت معتقداتنا الدّينيّة سلميّة، فيجب أن يُسمح لنا بممارستها والعبادة بحرّيّة.


تلك ليست فكرةً ليبراليّةً أو غربيّةً جامحةً، مما يعني أنّه يتعيّن علينا قبول بعضنا البعض والاتفاق معاً طوال الوقت. وهذا لا يعني أيضاً أنّنا لا نستطيع أن نناقش بعضنا بعضاً بشدّةٍ ونختلف بشدّة، بل يمكننا أن نحاول إقناع بعضنا البعض. يمكننا تشجيع بعضنا البعض على التفكير بشكل مختلف أو العودة إلى الإيمان الحقيقيّ. يمكننا أن نشعر بألم الإحباط ونعبر عن شعورنا بالإهانة تجاه آراء الشّخص الآخر. ولكن تبقى الحضارة حين نترك فيها عقاب إيماننا الدّيني الخاطئ لله.


الحرّيّة الدّينية لا تعني أن تقول "أنت على حق!" وهذا لا يعني أيضاً أن تقول "أنا معجب بك وأحبّ القرار الّذي اتخذته!" بل ذلك يعني أنّه يمكننا أن نقول "أعتقد أنّ دينك غبيّ. أعتقد أنّك مجنون. لكنّك ما زلت جاري. ما زلت صديقي. تستحقّ الكرامة والسّلام حتّى لو كنت على دينٍ باطل. هذا جيّد لكلينا، وفي النّهاية سيحكم الله على من كان منّا على حقّ!"

كلّنا نؤمن أنّ ديننا هو الدّين الوحيد الصّحيح. ولكن، لا يمكننا أن نكون جميعاً على حق. أنا واثق من أنّ ما أؤمن به عن الله صحيح. أنا لست مُهدَّداً من معتقدات أبناء وطني. فالله لا يهدّده معتقدات مواطني بلدي. فالإيحاء بأنّه كذلك، هو بالتّأكيد إهانة. هل هو صغير جداً؟ الخلاف والنّقاش ينمّي معرفتي ويشحذ ذهني، وبالتّالي يقوّي إيماني. يجب أن يكون هذا شيئاً جيّداً لديننا بشكلٍ عام. أنا متأكّد أيضاً من أنّ الحرّيّة الدّينيّة تجعل بلدي أكثر شرفاً واحتراماً وسعادةً لجميع مواطنيه. دعونا نقف معاً كأغلبيّةٍ متحضّرةٍ ونتحدث بصوتٍ واحدٍ نيابةً عن كلِّ مواطنينا.


نحن // مواطنون. نحن // أصدقاء. نحن // عائلة. نحن // متنوّعون. نحن // متساوون.


نَحْنُ// مُتَّحِدُوُن.

 
 
 

Commenti


  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • YouTube

©2021 by We Are United | نحن متحدون.

bottom of page