ما هو الاضطهاد الدّينيّ؟
- We Are United // نحن متحدون
- 6 فبراير 2022
- 2 دقائق قراءة
ما هو الاضطهاد الدّينيّ؟
إن الغالبيّة العظمى من أبناء وطننا، في جميع أنحاء منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، قادرون على العيش بإحترامٍ لبعضهم البعض، وفي سلامٍ ووئامٍ مع بعضهم البعض. نحن لسنا مدفوعين بالكراهية أو الخوف فيما يتعلّق بالمعتقدات السّلميّة لجيراننا. فالنّاس المتحضّرون لا يضايقون من يختلف معهم أو يضطهدونهم. إنّه أمرٌ غير حضاريٍّ وغير شرعيٍّ بشكلٍ خاصٍّ أن نقوم ذلك، لأنّ مواطنينا الّذين لديهم آراء وممارساتٍ وهوياتٍ دينيّةٍ بديلةٍ معرّضون للخطر وتضاؤل عددهم في كثيرٍ من الأحيان. قد يكون من الأفضل تعريف اضطهاد مثل هؤلاء الأشخاص على أنّه تنمّرٌ. يتنمّر الأشخاص الضّعفاء والمثيرون للشّفقة على الأشخاص الأكثر ضعفاً والّذين يمثّلون لهم هدفاً سهلاً لذلك.
غالباً ما تعمل الحكومات وقوّات الأمن في دولنا على تقويض تماسكنا الاجتماعي. حيث تُستخدم القوانين في العديد من الأماكن لمضايقة المجتمعات الدّينيّة، مثل فرض الغرامات، إلى منع المجموعات من الاجتماع معاً للعبادة، أو إلى سجن المواطنين لمجرّد ما يختارون الإيمان به. فقوانين ازدراء الأديان تعني على وجه الخصوص بأنّ المواطنين يخشون التّعبير عما يؤمنون به أو أن يناقشوا أو يتحاوروا مع أصدقائهم أو زملائهم أو عائلاتهم. وغالباً ما يتمّ استخدام هذه القوانين كأسلحةٍ ضدَّ مواطنينا ويتمّ تطبيقها حتّى عندما يقول المواطن أو يفعل شيئاً ذا صلةٍ بالتّجديف.
في بعض الأماكن، تأتي الكراهية والجرائم ضدّ الأشخاص ذوي الهويّة الدّينيّة المختلفة من داخل المجتمع نفسه. كلّنا يعلم عن الجماعات المهووسة مثل القاعدة وداعش ومختلف الجماعات المتطرّفة الأصغر الّتي لديها العنف والكراهية في جوهرها. تشكّل مثل تلك الجماعات وصمة عارٍ على البشريّة جمعاء. ولكن في بعض الأحيان لا يكون المتطرّفون هم الأشخاص العاديّون الّذين لا يستطيعون العيش في وئام مع جيرانهم المختلفين. على الرّغم من كونه عارٌ ومخزيٌ ومتخلّفٌ ومخالفٌ للدّين، هناك عددٌ قليلٌ من الحالات الّتي قام فيها مواطنون بإهانة أو مضايقة أو مهاجمة أو قمع الأشخاص أصحاب المعتقدات الأخرى. ربّما يكون السّبب هو نقص الثّقافة والتّثقيف بالدّين الآخر وممارساته. ربّما يحسدون مكانة الأشخاص النّاجحين ومسعاهم والّذين قد تشاء الصّدف أنّهم يعتنقون ديانةً أخرى. وربّما يكون هناك خطأٌ أحمقٌ يجعلهم يعتقدون أنّ الله سوف يفرح لعدوانهم وعنفهم، أو أنّ الله يتشرّف بالإستقواء على الضّعفاء. نحتاج جميعًا إلى تعلّم الاختلاف مع بعضنا البعض بطريقةٍ حضاريّةٍ. نحن بحاجةٍ إلى تشجيع كلٍّ من إخوتنا وأخواتنا على السّير في طريقٍ أفضل والعيش بشرفٍ أكبر.
ربما نميل لأن نقول، "أنا لست من أقلّيّةٍ دينيّةٍ. إنّها ليست مشكلتي." لكنّنا جميعاً نتحمّل المسؤوليّة تجاه إخواننا المواطنين وظروفهم. ليس من الشرف أن نقف فقط عندما تكون ظروفنا مهدّدة. فأن نقف مع الضّعيف والمظلوم بدافع الرّحمة والعدالة، لَهُوَ طريق الشّرف الحقيقيّ. وعلاوة على ذلك، قد يأتي وقتٌ نحتاج فيه إلى وقوف الآخرين معنا. ثم نرغب أن يظهر مواطنونا نفس التّعاطف المتفاني. علينا كأغلبيّة أن نطالب بالتّغيير وعلينا أن نثابر حتّى يتمّ تحقيق التّغيير. يجب أن تخضع الحكومات للمساءلة وأن يُطلب منها إلغاء القوانين والسّياسات غير العادلة. فالظّلم يؤثّر علينا جميعاً بطريقةٍ أو بأُخرى.
إنّ الصّراع الّذي عشنا معه في منطقتنا لفترةٍ طويلةٍ مرهقٌ للغاية. لقد تعلمنا أن نكره بعضنا البعض وألّا نثق في التّنوع والاختلافات. لقد تعلّمنا أن نبقى مذلولين ونخشى الحكومات الّتي تضطهدنا، وكذلك إخواننا في الوطن من مختلف الهويّات الدّينيّة. يمكننا أن نقف معاً لاستعادة الكرامة والشّرف الّذي هو تراثنا. يمكننا إيجاد مستقبلٍ أفضلَ معاً إذا اتخذنا موقفاً.
نحن // مواطنون. نحن // أصدقاء. نحن // عائلة. نحن // متنوّعون. نحن // متساوون.
نَحْنُ// مُتَّحِدُوُن.
コメント