top of page
بحث

لماذا الحرّيّة الدّينيّة؟

ما أهميّة ذلك؟ لماذا يجب أن نناضل من أجل حقِّ كلِّ فردٍ في اختيار دينه والعيش وفقاً لمعتقداته بحرّيّةٍ تامّةٍ؟ لن يتمّ قمع الغالبيّة منّا وخاصّةً بسبب هويّتنا الدّينيّة سواء كنّا مسلمين سنّةً أم شيعةً (كما في إيران)، فلماذا يجب أن نهتم؟ أليس من الأفضل أن يعاني غير المسلمين والمرتدّين بأيّ حالٍ من الأحوال؟

إنّ الغالبيّة العظمى من مواطني الشّرق الأوسط يعرفون أنّه ليس من العدل أو الكرامة قمع الأقلّيّات الدّينيّة. نحن نعي أهميّة الاحترام والمساواة والكرامة لجميع أبناء وطننا في القانون وفي سياسات الحكومة وفي مدارسنا وأماكن عملنا وسكننا.

إنّ ذلك لأمرٌ حيويٌّ من أجل السّلام وازدهار أمّتنا.

إنّه لأمرٌ جيّدٌ لأمننا وللحدّ من التطرّف العنيف.

إنّه لأمرٌ جيّد لاقتصادنا حيث يؤدّي إلى الاستقرار، وإمكانيّة الاستثمار الخارجيّ، فضلاً عن تعزيز الحرّيّة العقليّة الّتي تسمح بإزدهار البراعة الوطنيّ والإبداع.

إنّه لأمرٌ جيّدٌ للحالة الأخلاقيّة لأمّتنا، حيث يمكننا أن نحتضن الرّحمة والعدالة والشّرف وأن نطرد الكراهية والتّحيّز والقسوة والعنف والفساد.

إنّ ذلك لمن شأنه أن يعمّق إخلاصنا الدّينيّ ويصقله، لأنّ الأفكار المتناقضة، وحتّى الجدليّة منها، تشحذ فكرنا الدّينيّ وتجذبنا إلى الكتب المقدّسة لنتعلّم ونفهم المزيد.

منذ وقتٍ طويلٍ، لم تتصرّف دولنا بطريقةٍ حضاريّةٍ ومشرّفةٍ تجاه الأقلّيّات الدّينيّة. لقد قامت الحكومات بتخويف مواطنينا واضطهادهم من خلال قوانين وسياساتٍ غير عادلة. لقد سعت أقليّةٌ صغيرةٌ من الأشخاص المضلّلين وغير المتديّنين والقاسيين في مجتمعنا إلى إهانةٍ وإيذاءٍ وحتّى قتل مواطنينا أحيانًا بسبب هويّاتهم الدينية. وقد نرى بعض المواقف الملتوية والمخزية حتّى من أفراد الأسرة المحبوبين. كلّ هذا من شأنه أن يصبج مثل السّمّ في مجتمعاتنا وأمّتنا ومنطقتنا.

وعلى الرّغم من هذا الموقف فقد تسأل نفسك، "ماذا يمكنني أن أفعل؟ أنا مجرّد شخصٍ واحدٍ!" وهذا مصدر قلقٍ مفهوم. ولكنّك لست وحدك. لقد سئم معظم النّاس من العيش في مجتمعاتٍ مضّطربةٍ ومنقسمةٍ حيث تتعرّض الأقلّيّات الدّينيّة للقمع. ويرغب معظم الناس بمستقبلٍ أفضل ومشرّفٍ أكثر لأنفسهم ولأطفالهم. إذاً فأنت مع مجموعةٍ جيّدة. ففي كثير من الأحيان، يكون السّبب وراء عدم تمكّن الأغلبيّة العاقلة والواعية والمتحضّرة من تغيير القوانين والسّياسات والمواقف المتخلّفة لأنّنا نعتقد أنّه لا يمكننا إحداث أيّ فرقٍ. لكن، إذا وقفنا مع الأغلبيّة الهادئة، وإذا اتخذنا إجراءاتٍ صغيرة مثل مشاركة مقاطع الفيديو والمحتويات الأخرى مع الأصدقاء والعائلة الّذين يمكن أن يستفيدوا منها، وإذا دافعنا عن الأقلّيّات الدّينيّة وتحدّينا الكراهية والتحيّز في مدارسنا أو مساجدنا أو كنائسنا، في أماكن عملنا وفي منازلنا ، فإنّنا بالتّأكيد سنشكّل مستقبلاً أكثر جمالاً للجميع. دعونا نجتمع معاً من أجل هذا المسعى.


نحن // مواطنون. نحن // أصدقاء. نحن // عائلة. نحن // متنوّعون. نحن // متساوون.

نَحْنُ// مُتَّحِدُوُن.

 
 
 

Comments


  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • YouTube

©2021 by We Are United | نحن متحدون.

bottom of page